الأحد، 7 يوليو 2013

تقرير حول أسباب اندلاع ثورة 30 يونيو 2013

إرادة 33 مليون مصري

منذ أيام قليلة كنا نحتفل بعرس الحرية والديمقراطية ، ديمقراطية جاءت بخروج الناس الي الشوارع معبرين عن رفضهم للنظام الاخواني الحاكم ، رفضهم للظروف التي يعيشونها منذ ثلاثة عقود ومستمرة حتي اليوم ، رفضهم لسوء إدارة للدولة ، رفضهم للوضع الذي آلت اليه البلاد . خرج الملايين في كل الميادين معبرين عن مطالبهم والتي توحدت كلها في رحيل الرئيس مرسي .
رأي كل العالم المنظر المبهر الذي أظهر قوة الشعب المصري ورغبته الرافضة لاستمرار نظام الاخوان ، رأوا وسمعوا هتافات المتظاهرين السلميين ، رأي الشكل الحضاري والتجانس والتوافق في الشوارع كلها تغني وتفرح تنادي حرية حرية ،، صوت الحرية بينادي في كل شارع في بلادي .
خرج الشعب ليعبر ويقول رأيه بديمقراطية وحرية ، خرج بكل سلمية ، خرج بكل سلام ومحبة ، خرجت المرأة والفتاة والرجل والشاب والعجوز والمعاق خرج الاطفال يمسكون في ايد زويهم ،، خرج الكل بفرح وكأنهم في عيد ،، ينظرون في وجوه بعضهم البعض ويقولون نعم ستنتصر ارادة الشعب ،، ارادة الشعوب التي تحدد مصرائرها .
وحدث الامر الجلل العظيم انحازت القوات المسلحة لارداة الشارع وساندت ودعمت ووقفت بجانب مطالب الشعب واعطي فرصة للرئيس مرسي 48 ساعة لتحقيق مطالب الشارع ولكنه خرج بخطاب يعلمنا فيه معني كلمة شرعية التي كررها 198 مره خلال ساعتان ونصف ... اصابنا الاحباط ... ليس هذا ما انتظرناه ليس هذا ما كنا نريده ... ليست شرعيتك في اختيارك بالصندوق فقط ولكن شرعيتك بما تحققه لهذا البلد العظيم وهذا الشعب الذي علي شفا المجاعة والكبت والاختناق من العوز والاحتياج ... لم نري سياسة واضحة ولا خطوات ولا خطط استراتيجية ... لم نري سوى الخراب الذي جاء كالجراد علي ارض مصر العظيمة.

أسباب ثورة 30 يونيو .. لماذا تمرد الشعب على الرئيس المنتخب وجماعته ؟

تمرد الشعب المصري بعد سنة من حكم الرئيس محمد مرسي وقام بعزله من خلال 22 مليون توقيع لسحب الثقة منه، على الرغم من أنه أول رئيس مصري منتخب، للأسباب التالية :
*  إستمرار تدهور الوضع الاقتصادي :-  زاد تدهور الاوضاع الاقتصادية في مصر، وتدني مستوى الخدمات اليومية للمواطنين، وتدهورت الأجور، وارتفعت الأسعار، وزاد معدل التضخم، وإنعدمت الإستثمارت، رغم وعد الرئيس للشعب بتحقيق إنجازات في أهم خمس قضايا يحققها فى 100 يوم، ولكن بعد 365 يوم لم يحقق أي منها مطلقاً.
*  إستمرار تدهور الوضع السياسي :- تدهور الوضع السياسي خارجياً بسبب الضبابية في توجهات السياسية الخارجية المصرية، وعدم وجود دوائر محددة لعلاقة مصر الخارجية، والإساءة لدور الجوار خاصةً سوريا وأثيوبيا.
*  زيادة الإعتصامات والإحتجاجات :- زادت عدد الإحتجاجات من كل فئات الشعب المصري خلال عام واحد فقط ضد الرئيس وجماعاته وصلت إلي 3817 إحتجاج في عام واحد فقط.

*  إستخدام سياسة تكميم الأفواه:- وقمع الرأي المعارض التي تعامل بها الرئيس وجماعته مع المفكرين، والصحفيين، والناشطين حيث وصلت قضايا الرأي لأعلى معدلاتها فى خلال سنة أكثر من 100 قضية، وتزايد عدد المعتقلين السياسين.
*  الإقصاء للمعارضة وتخوينها:- من خلال أساليب القمع والجهل والتخوين المتعمد للمعارضة، فلقد تحولت إلي سياسات عامة في الدولة لترسيخ النظام لأركان حكمه بالبلاد، عن طريق قمع الحركات السياسية وإستمرار لتبنى سياسيات عقيمة تعمق من الأزمات التي يعيشها المجتمع المصري الحالي .
*  التعدي على سلطة القضاء في مصر:- وأبرز مثال حصار المحكمة الدستورية العليا من قبل مؤيدى الرئيس والذى يعتبر اهانة للسلطة القضائية باكملها، وعدم الالتفات لمطالب الشعب من اقالة الحكومة الفاشلة على مدار سنة وتعيين  نائب عام بطريقة غير شرعية، وتعيين نائب إخواني ومحاولة الرئيس امتلاك كل السلطات وتسيس القضاء والشرطة .
*  الانفراد بكتابة الدستور المصري بعد الثورة :- إصدار دستور غير متوافق وطنياً مع جموع الشعب المصري، مما أدي لإفتقاد التوافق نهائياً، وزيادة حالة الإستقطاب في الشارع المصري، لأنه لا يعبر عن تنوع 83 مليون مصري، وتزوير الاستفتاء عليه، بالإضافة إلى سن قوانين وتشريعات مقدمة من جماعة الاخوان من خلال مجلس شورى باطل لم ينتخبه إلا 5% من الشعب المصري.
*  احتكار الأخوان لموارد ومنشأت الدولة:- وكبت الأمل وبعث اليأس في قلوب الشعب أجمع أدي الي الانفجار، الاطاحة بالقضاء والأعلام والصحافة، الكذب والظلم وعدم المصداقية.
 *  ضياع هيبة الدولة المصرية وحقها في المياة الاقليمية:- عن طريق الموافقة علي مشروع سد النهضة والإضرار المترتبة علي بناء السد دون مناقشة ودراسة جادة للموقف، بالإضافة إلي مهزلة الحوار الوطني لحل مشكلة سد النهضة.

*  حوادث وجرائم متعددة :- عدم إتخاذ خطوات ملموسة للإصلاح في قطاعات الدولة وخاصة في قطاع النقل العام وقطاع الصناعة وإنتشار السلاح حيث إنتشرت الحوادث والجرائم بسبب الأهمال خلال سنة من حكم الرئيس، مثل حادثة أطفال أسيوط – احداث الاتحادية والصعيد وبورسعيد والاحتجاجات فى المحافظات ضد جماعة الاخوان جرائم القتل بسبب السلاح المنتشر بين العامة .
*  أخونة الدولة :- لقد تم إقصاء الكفاءات، وعدم الإستعانة بالخبرات الاقتصادية والسياسية والشخصيات التي لها خبرات طويلة ومشهود لها دولياً ومحلياً في إدارة الأزمات التي واجهت الدولة خلال العام الماضي.
*  القمع السياسي على الإعلام المصري :- من خلال ملاحقة الإعلامين المعارضين للنظام قانونياً إلي النيابة العامة أو من خلال قرارات غلق القنوات الفضائية لإتجاهاتها المعارضة مما أدي لتعجيز الإعلام المصري على عرض رؤيتة بوضوح، في مقابل إعلام آخر يحرض جماعة الإخوان على الإستمرار في سياسة التحريض والسخرية من آراء الطرف الآخر.
*  دمج الدين بالسياسة، فلقد تحولت دور العبادة والمؤسسات الدينية إلي منابر للدعوة بدعم وتأييد النظام بدلاً من تقويمة، مما أفقد دور العبادة دورها الأساسي في دعم الجانب الديني لدي الفرد، وساعد على بث روح الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وفي النهاية، رغم أن الرئيس مرسي نفسه اعترف في خطاب له قبل أيام بأخطائه في إدارة ملفات الدولة، فإنه في المقابل لم يرسم خارطة طريق تجمع الفرقاء المصريين، وتقلل من الاحتقان الشعبي ضد سياسات حكومته، كما لم يستطع إزالة الصورة العامة التي تعمقت على مدار عام من حكمه حول أنه يحكم هو وجماعته دولة لطالما لم تخضع على مدار تاريخها سوى لرئيس واحد.


لهذا تمرد الشعب في 30 يونيو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق